عقد مجلس الدفاع الوطنى اجتماعا أمس برئاسة الرئيس عدلى منصور، وذلك للوقوف علي مستجدات الأوضاع الداخلية والموقف الأمنى فى البلاد، ومناقشة التهديدات الموجهة للأمن القومى المصرى داخلياً وخارجياً،
حيث تم استعراض الجهود والخطوات الهادفة إلى ضمان أمن واستقرار البلاد وحماية الحقوق والحريات العامة للشعب، وأكد الثأر للشهداء ولذويهم وللشعب المصرى العظيم، مصداقا لقوله تعالى «ولكم فى القصاص حياة ياأولى الألباب لعلكم تتقون».
وأشار بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إلى أن الاجتماع استعرض الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه، فى إطار التزام الدولة بحماية أمن مواطنيها، وكذلك تعهدها بالحفاظ على السلم المجتمعى وعدم السماح بتهديده أو الإخلال بالأمن الداخلي، وبما يدعم الأوضاع الاقتصادية فى البلاد.
كما تناول الاجتماع الترتيبات والإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعقدها فى مناخ يسوده الأمن والهدوء بما يوفر للشعب المصرى نسبة مشاركة عالية وفاعلة، يؤكد من خلالها إرادته ارتباطا بهذا الاستحقاق المهم، الذى يمثل الاستحقاق الثانى لخريطة مستقبل الوطن، وحيا المجلس بكل الخشوع والعرفان، أرواح أعز الرجال، شهداء مصر الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم طاهرة زكية، وامتزجت دماؤهم بتراب الوطن دفاعا عن عزة ورفعة مصر وشعبها.
كانت وحدة تابعة للشرطة العسكرية قد تعرضت لهجوم إرهابى فجر أمس، مما أدى إلى استشهاد ستة جنود من قوة الوحدة فى منطقة مسطرد بشبرا الخيمة، وشن الإرهابيون الملثمون هجومهم بالبنادق الآلية وكانوا يستقلون سيارة ودراجتين ناريتين وسيارة ثانية لتأمين انسحابهم، كما زرع الإرهابيون عبوتين ناسفتين فى الطريق لضمان عدم تعقبهم، وعبوة ثالثة بالقرب من مدخل الوحدة بهدف إيقاع مزيد من الضحايا لدى تفتيش الموقع، ونجحت مجموعة من خبراء المفرقعات فى إبطال مفعول العبوتين الأوليين، بينما تأخر التعامل مع العبوة الناسفة الثالثة لضخامتها، وإعدادها بطريقة التفجير باللمس مما تطلب استعدادات أعقد لتحاشى وقوع إصابات إضافية، وبعدما تعذر إبطالها، وتم تفجيرها دون أن يسفر ذلك عن حدوث خسائر.
وأصدر العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث باسم القوات المسلحة، بيانا أكد فيه أن هذه العمليات الإرهابية لن تزيد الجيش إلا إصرارا على مواصلة الحرب على الإرهاب، وملاحقة العناصر الإجرامية المسلحة، واتهم إرهابيين تابعين لتنظيم الإخوان بارتكاب الجريمة، وقدم المتحدث خالص العزاء إلى أسر الشهداء، مشيرا إلى أن الشهداء من محافظات سوهاج وبنى سويف والمنوفية.
كما أصدر إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، بيانا نعى فيه شهداء القوات المسلحة، مؤكدا أن الدولة سوف تبذل كل الجهود اللازمة لسرعة ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة، كما أشار إلى أن مصر ماضية فى عزمها على بتر يد الإرهاب ومنعها من تهديد أمن الوطن.
واستنكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الحادث الإرهابى المؤلم والقبيح، مترحما على الشهداء، ومقدما خالص العزاء لأسرهم، وطالب بتطبيق القانون بكل حسم.
كما أدان الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، الهجوم الإرهابي، ونعى الشهداء الذين يبذلون أرواحهم الزكية فى سبيل الواجب لحماية الوطن.
وطالبت المشيخة العامة للطرق الصوفية، الدولة بسرعة إصدار قانون الإرهاب للحد من تلك الحوادث الإرهابية والتى تستهدف أمن واستقرار مصر.
وقال الدكتور عبدالهادى القصبي، إن غالبية الشعب المصرى تدعم الدولة جيشا وشرطة فى جهودها لقطع أيدى الفتنة والإرهاب، والضرب بيد من حديد لوقف تلك الجرائم البشعة التى لا يقرها الدين، وشدد القصبى على أهمية تكاتف المصريين فى تلك الظروف لدحر قوى الشر والإرهاب، وقال إنه يجب على الدولة اتخاذ إجراءات أكثر حسما للقضاء على تلك المنظمات الإرهابية، وأن يواصل الشعب تحديه لتلك القوى بتنفيذ خريطة المستقبل.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق