الفريق حسام خير الله وكيل المخابرات العامة سابقا، والمرشح للرئاسة فى 2012 يخرج عن صمته، مؤكدا وعلى مسئوليته الشخصية، أن المشير عبد الفتاح السيسى سيترشح للرئاسة
وأن الجماهير واعداد برنامج انتخابى وراء تأخر إعلان ترشحه، وأنه سيفوز بالمنصب بسهولة، ويرى خير الله أن ثورة 30 يونيو أسقطت المشروع الأمريكى فى المنطقة، وكشفت عن زيف وكذب أسطورة الإخوان، وأن مصر فى عهد الإخوان كانت جزءا من المشروع التركي، مشيرا إلى أن حمد بن جاسم هو سبب توتر العلاقات مع قطر، فى الوقت نفسه الذى يخشى فيه على حركة تمرد من الانقسام، وكاشفا أن اثنين من رجال الأعمال تراجعا عن دعم حملته الانتخابية للرئاسة فى 2012، وأن المال كان سببا فى وصول مرسى إلى الحكم، ومبررا سقوط مرسى والإخوان بأن الكذب والخداع كان وراء سقوطهم.
وإلى نص الحوار
ماذا يحدث فى مصر الآن؟ وإلى متى تراهن حكومات ما بعد 25 يناير على صبر المواطنين؟
مصر تعيش حالة ترقب بعد تغيير حكومة الدكتور الببلاوي، وهناك جزء من هذه الحالة يشمل الإحساس بأن الحياة قد توقفت، وهناك ملل فى الشارع. وعلى المستوى الأمنى الذى له الأولوية المطلقة، فإن اهتمام الحكومة السابقة بنظرة الخارج إلى ما يحدث فى مصر من مواجهات مع الجماعات الإرهابية طغى على خططها لدعم الأمن الداخلي، وهو الأهم لدفع عجلة الاقتصاد وتأمين السياحة، وتوفير فرص العمل، فصبر المواطنين له حدود، وبالرغم من تحقق بعض الانجازات فى عهد الببلاوي، فإنها لم تكن كافية ولا مرضية لوقف نزيف المطالب الفئوية التى عادت للظهور فجأة. والحقيقة أنه لا يتم مصارحة الناس بالحقائق، والاتصال منقطع بين الحكومة والمواطنين، ومن الأفضل مواجهة الناس بالحقائق حتى لا يفقدوا الأمل فى مستقبل بلدهم، وفى رأيي، أنه على المواطنين أن يتحملوا حتى نهاية هذا العام، لحين انتخاب الرئيس، ويتم ضبط الأمور ونري.. أول الخيط فين وأخره فين.. وعلى سبيل المثال، أنت لو زودت مكالمة المحمول قرشين فقط فسوف تحقق مليار جنيه دخلا للدولة. لابد أن يكون من أولويات أى حكومة مقبلة البحث فى اتاحة وتوفير فرص عمل وبناء كوادر مهنية وعدم الحساسية تجاه النقد.
نعود إلى ثورة يناير بصفتكم رجل مخابرات سابقا ومرشحا رئاسيا، هل تعتقد أننا كشعب أصبحنا نعرف الآن أسباب الثورة، ودور الخارج فيها إن كان له دور، كما تردد بعض أجهزة الإعلام؟
جزء كبير من أسباب الثورة كشفت عنه السنوات الثلاث الماضية، ومن المؤكد أنه سيظهر خلال الفترة المقبلة حجم العلاقات بين أطراف داخلية وخارجية لإحداث حالة الفوضى فى مصر، بعد أن ترهلت الدولة، وفقدت زعامتها العلمية والثقافية والسياسية والفنية فى محيطها العربي، ومن وجهة نظري، فإن 25 يناير كانت النهاية الطبيعية للطريق الذى سار فيه نظام مبارك، على سبيل المثال عندما يعلن أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق أن معدل التنمية وصل إلى 7 فى المائة، بينما لا يشعر المواطن بأى تحسن فى مستوى معيشته فماذا تنتظر؟ والله لو وزعوا 50 فى المائة من عوائد التنمية توزيعا عادلا لما قامت الثورة. ويهمنى هنا أن اؤكد أن شرارة الثورة التقت مع يأس الناس واحباطهم، وأن هناك اتفاقات خارجية مع البعض فى الداخل لإشعالها وتحريف مسارها الطبيعي.
المال والانتخابات
ما هو تقييمك لتجربة انتخابات الرئاسة فى 2012 وهل كان دور المال حاسما فى نتائجها؟
السمة الأساسية لتجربتي، وأهم نتائجها، أننى أدركت مدى سطوة المال وفى منتصف الطريق تأكدت أننى مهما أنفقت فلن أفوز خاصة بعد دخول الإخوان فى السباق وكانوا قد أعلنوا أنهم لن يخوضوا سباق الرئاسة، وكان من المفترض أن يدعم حملتى الانتخابية اثنان من كبار رجال الأعمال المصريين ولكنهما تراجعا دون إبداء الأسباب، وفى الوقت نفسه تدفقت الأموال الخليجية على بقية المرشحين بالملايين، وهنا أؤكد أن الإعلام لم يكن مدركا لأبعاد العملية الانتخابية وتأرجحت مواقعه بين المرشحين حتى فاز مرسى بالمقعد، بالرغم من الشكوك التى تحيط بمسار الانتخابات.
الإخوان كاذبون
لماذا سقط نظام مرسى بهذه السرعة، وما سر العلاقة بين الغرب وتركيا وقطر مع الإخوان؟
دون أن يستغرق وقتا للتفكير.. أجابني: لأنه لم يكن يمتلك رؤية، وكان كاذبا، ولأنه لم يكن صاحب القرار، ولأن مشروع المائة يوم ثم النهضة كانت أوهاما، لقد تعمد الإخوان إقصاء الآخرين وحاولوا هدم الدولة حتى يتمكنوا من إنشاء نظامهم الخاص، ووضح افتقاد نظام مرسى للكوادر القادرة على إدارة دولة بحجم مصر، وخير مثال على ذلك رئيس وزرائه هشام قنديل، وهو رجل كل خبرته أنه كان موظفا إداريا، و محمد مرسى لم يكن حكما بين الأطراف كما ينبغى أن يكون عليه رئيس الدولة ولكنه كان خصما، ويكفى أن تنظر إلى تصرفات المحيطين به والفتاوى المرعبة على القنوات التى قالت إنها إسلامية، لدرجة أن البعض بدأ يفكر فى الهجرة للخارج خوفا منهم. ومن وجهة نظري، فإن أخطر ما أقدم عليه مرسى هو التفريط فى الأرض والسيادة لدرجة أن مرشد الاخوان كان يعتبرها (شوية رمل).
أما عن سر علاقة الغرب بالإخوان. فإن لندن على مدى تاريخها تجمع عناصر المعارضة من كل دول العالم بحجة الديمقراطية وهى عناصر تستطيع توظيفها فى مشروعاتها السياسية الخارجية. أما واشنطن، فلم تنس لمبارك أنه رفض المشاركة العسكرية فى حرب العراق الثانية، وهو لم يكن يستطيع أن يقدم على ذلك خوفا من الشعب والجيش، فتحرير الكويت له ما يبرره أما تدمير العراق فلم يكن يرضى المصريين، وأمريكا منذ وصول بوش الابن تلعب على حقيقة واحدة ولا تتصور غيرها،(مصر هى الجائزة الكبري) بمعنى أنه سيتم تقسيم المنطقة، ولا يمكن السماح لمصر التى سيصل عدد سكانها فى عام 2050 الى 150 مليون، بالاستقرار، وهو ما يهدد وجود اسرائيل خاصة أن عدد اليهود فى كل دول العالم لا يتجاوز 16 مليون نسمة، ونحن نعلم أن اليهود ركبوا حكومة أوباما وأنهم وجدوا فى الإخوان حليفا طبيعيا، ولكن المشروع الأمريكى كان دائما على خطأ، لانهم لا يضعون فى حساباتهم ولا مخططاتهم البعد الحضارى لمصر، ولم يتعلموا من تجربتهم مع جمال عبد الناصر.. فمن المعروف أن أى نظام حكم يسقط عندما يهزم.. ولكن نظام ناصر لم يسقط، وهنا أود أن أشير إلى أنه بعد عام 1975 لاحظنا تدفق باحثين أمريكان على المدن والقرى المصرية ليدرسوا طبيعة الشعب المصري، ويفهموا مفاتيحه، كما لاحظنا زيادة نشاطات المنظمات الإنسانية والحقوقية، وما يطلق عليهم النشطاء أيضا.
أما بالنسبة لتركيا، فمصر فى عهد الإخوان كانت جزءا من المشروع التركى ولو تتذكر تصريحا لمرسى قال فيه إن مصر ستصبح بوابة تركيا إلى إفريقيا، هذا كان منظوره بالرغم من أننا كنا نعتبر أن مصر دولة صاحبة استراتيجية فى إفريقيا، وليست مجرد بوابة.
أما قطر، فإننى أجزم بأن رئيس وزرائها حمد بن جاسم هو الذى حدد سياستها تجاه مصر، وأنه السبب فى توتر العلاقات بين البلدين، وليس سرا أن نقول إنه عميل للوبى الصهيونى ولا تنسى أن قطر هى أول دولة عربية بها مكتب للمصالح الاسرائيلية، وأنه هو شخصيا يقضى الصيف فى منتجع ناتانيا الإسرائيلي!
السيسى يترشح
الكثيرون يتعجلون إعلان المشير السيسى ترشحه للرئاسة.. والبعض يتمنى أن يظل وزيرا للدفاع.. هل ترى أنه تأخر فى اعلان ترشحه؟
أقولها لك بصراحة، المشير سيترشح للانتخابات، وأتوقع من خبرتى السابقة أنه سيحصل وحده على 70 فى المائة من الأصوات، بينما سيحصل جميع المرشحين الآخرين مهما بلغ عددهم على الـ 30 فى المائة الباقية، أما بالنسبة لتأخر إعلان ترشحه، فأنا اعتقد أن الجمهور هو السبب بمعنى أنه مطالب بتقديم برنامج انتخابى مفصل، وهو يبدو حريصا على اعداد هذا البرنامج.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق