استيقظت مصر أمس علي حادث إرهابي جديد في شمال سيناء, اغتالت فيه يد الغدر والخيانة25 مجندا من خيرة شباب مصر جادوا بأرواحهم الطاهرة, وهم يؤدون رسالتهم السامية في حماية أمن الوطن والمواطنين.وكشفت مصادر أمنية بشمال سيناء عن أن إرهابيين مسلحين أجبروا الجنود علي النزول من سيارتي ميكروباص بمنطقة أبو طويلة برفح في الساعة السابعة والربع صباحا, وأمروهم بالانبطاح أرضا, وأمطروهم بالرصاص.وأكدت التقارير الطبية, أنه تم إطلاق الرصاص علي جميع الشهداء عن قرب, ومن أعلي إلي أسفل, وأوضحت أن جميع الإصابات بطلقات نارية لها فتحات دخول وخروج في الرأس والصدر والرقبة, مع بروز أجزاء من المخ وتناثر بعض أجزاء من أجساد الشهداء.وقد تفجر الغضب الشعبي والرسمي في جميع أنحاء مصر فور الإعلان عن الحادث الغادر, وطالبت القوي الشعبية والحزبية والثورية بتعقب الجناة وسرعة ضبطهم, والقصاص العادل منهم.واستقبل الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور, بمقر رئاسة الجمهورية صباح أمس, كلا من الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي, واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, للوقوف علي آخر تطورات المشهد الراهن, والحالة الأمنية في سيناء, وأكد الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة لن تتهاون في حماية أمن البلاد ضد قوي الإرهاب.وأجري رئيس مجلس الوزراء اتصالين بوزيري العدل والداخلية, للوقوف علي ملابسات حادث وفاة37 من سجناء تنظيم الإخوان في أثناء نقلهم بسيارة الترحيلات إلي منطقة سجون أبوزعبل, وكذلك حادث قتل الجنود في شمال سيناء, ونعت رئاسة مجلس الوزراء شهداء سيناء, وأهابت بالجميع الحفاظ علي الوطن, وتنحية أي خلاف سياسي بعيدا عن العنف, وأكدت أن مصر في وقت تحتاج فيه إلي التكاتف, والعمل من أجل تحقيق دولة ديمقراطية يسودها الأمن والاستقرار.وقد نعي وزير الداخلية شهداء الأمن المركزي, وكلف جميع الأجهزة الأمنية المعنية بالوزارة بتوفير أوجه الرعاية الشاملة لأسر الشهداء الأبطال, الذين ضحوا بحياتهم, لأداء رسالتهم النبيلة في حفظ الأمن والأمان بالبلاد, وشدد علي ضرورة تكثيف الجهود الأمنية لضبط العناصر الإرهابية التي ارتكبت الحادث الغادر.وكان مسلحون ـ عددهم نحو ستة أشخاص ـ قد نصبوا كمينا عند قرية سيدوت برفح, واعترضوا طريق حافلتين خاصتين تقلان82 جنديا عائدين من إجازاتهم وأجبروا الجنود علي النزول والانبطاح أرضا, وأطلقوا عليهم وابلا من الرصاص, فقتلوا25 مجندا ــ منهم21 من محافظة المنوفية ــ وأصابوا اثنين, وتم نقل جثث الضحايا بمروحيات عسكرية إلي القاهرة وكذلك المصابان للعلاج.وأكد مصدر أمني بشمال سيناء أن الحادث الإجرامي وقع قبل وصول المجندين إلي معسكر رفح بنحو سبعة كيلومترات, وأنهم كانوا يستعدون للحصول علي إخلاء طرف بعد إنهاء مدة خدمتهم العسكرية داخل قطاع الأمن المركزي, وشدد علي أن الجماعات التكفيرية هي المسئولة عن قتل الجنود.وأوضح اللواء سميح بشادي مدير أمن شمال سيناء, أن قوات الجيش والشرطة أعلنت حالة الطوارئ القصوي في شمال سيناء, ووصف الحادث الإجرامي بأنه يتعارض مع كل مبادئ الإنسانية, مؤكدا أنه لن يمر دون رد حاسم يقوض يد الإرهاب الآثم التي تعيث في الأرض فسادا.ورجح مصدر أمني بوزارة الداخلية أن يكون هدف الحادث في بدايته الاختطاف, وأن زيادة عدد الجنود وتسرع الإرهابيين دفعاهم إلي فتح نيران أسلحتهم وقتل الجنود بملابسهم المدنية, والفرار خوفا من ضبطهم, وقد دفع اللواء أسامة عسكر, قائد الجيش الثالث الميداني, بثلاثة ألوية وتعزيزات ثقيلة لشرق قناة السويس, لمحاصرة منفذي تلك العملية الإجرامية.وقال اللواء محمد شمس, قائد قوات تأمين القطاع الجنوبي للمجري الملاحي للقناة, إنه تم ربط اتصال مفتوح مع القيادة العامة والقوات الجوية, للتنسيق بين الجيشين, لتوجيه القوات البرية من غرفة عمليات جوية لمحاصرة منفذي العملية والبؤر الإرهابية.وأكد مصدر أمني رفيع المستوي بوزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية قامت باستهداف أحد أماكن تجمع العناصر الإجرامية التي تقوم برصد المنشآت العسكرية والشرطية والتعدي علي القوات بقنصها بشمال سيناء.وأوضح أن الحملة أسفرت عن ضبط3 أشخاص بحوزتهم بندقية آلية مجهزة بكاتم صوت ومنظار قناصة وكمية من مخدر الحشيش وسيارة رمادية اللون.وعلي جانب آخر, تم إغلاق ميناء رفح البري أمس أمام حركة العبور من الجانبين, وإخطار الأجهزة العاملة في الميناء بالإغلاق اعتبارا من أمس لحين تعليمات أخري.كما تم إغلاق الطريق الدولي( العريش ـ رفح) المؤدي إلي ميناء رفح البري عقب حادث الاعتداء علي جنود الأمن المركزي.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق