الثلاثاء، 28 يناير 2014

الوكيل الأسبق للمنطقة المركزية للسجون‏:‏ دافعنا حتي نفاد الذخيرة ‏..‏ والعادلي لم يأمرنا بالانسحاب

كشف اللواء شوقي الشاذلي الوكيل الأسبق للمنطقة المركزية للسجون إبان أحداث‏25‏ يناير‏2011,‏ وأحد شهود العيان علي اقتحام السجون وهروب المساجين من‏11‏ سجنا بينها أبوزعبل وسجن المرج‏,‏ عن تفاصيل جديدة في ملف اقتحام السجون التي كانت تضم عناصر من حماس وحزب الله والجماعة الإسلامية‏.‏
وروي الشاذلي في حوار لـالأهرام ـ بمناسبة ذكري25 يناير, أن أحد السجناء المنتمين للجماعة الإسلامية بسجن أبوزعبل قال له ليلة28 يناير: إحنا النهاردة جوه وانتو بره.. بكرة إنتو جوه وإحنا بره, إلا أن الشاذلي الذي كان تركيزه منصبا علي ميدان التحرير, لم يعر الكلام أي اهتمام, ولو توقف عنده لربما تغير سيناريو الأحداث ـ حسبما يقول ـ
وإلي نص الحوار:
وقت الثورة كنت تعمل وكيلا لسجون المنطقة المركزية, وتشرف علي إدارة13 سجنا, ما أول سجن تم اقتحامه ؟
كان سجن أبوزعبل أول السجون التي تعرضت للاقتحام من السور الشرقي للسجن وأيضا من ناحية ترعة الإسماعيلية مدخل بوابة المنطقة الساعة الواحدة ظهرا السبت29 يناير, حيث رصدنا من أعلي أبراج سور السجن بلدوزرات وسيارات يطلق عليها( ماردونا), عليها أسلحة ثقيلة, ونزل منها أشخاص مسلحون تتراوح أعدادهم بين150 إلي200 شخص, بينهم بدو وعرب, وبعضهم يلبس السديرة الفلسطينية, ويضع علي رأسه الشال المنتشر في غزة.
واستمرت قوات التأمين في مقاومة المقتحمين4 ساعات حتي نفاد الذخيرة من الضباط والجنود المكلفين بالحراسة, وأحدث المقتحمون5 فتحات ـ عن طريق اللوادر ـ في أسوار السجن, الذي كان به أكثر من(700) سجين من المحكوم عليهم بأحكام كبيرة بينهم تجار مخدرات من بدو سيناء, وتم إخطار القيادات بوزارة الداخلية بصعوبة الموقف الأمني وعدم السيطرة لنفاد الذخيرة واستخدام المقتحمين أسلحة ثقيلة بينها جرينوف ورشاشات آلية سريعة الطلقات, ولكن الرد جاءنا بأنه لا توجد تعزيزات.. حافظ علي نفسك وقواتك.
وتم اقتحام السجن بعد مقاومة شديدة وفي النهاية اضطر الضباط والجنود للانسحاب بعد نفاد الذخيرة ودخل إلي مكتبي عدد من الضباط, وأخبروني أنهم قرروا المغادرة خوفا من الموت بعد أن اضطربت الأمور, وقالوا لي: لو فضلنا هنا هنموت, وتركنا المنطقة خاصة أن القوات الموجودة بالسجن كانت لفض الشغب وتأمين الاسوار لمنع اي محاولة هروب من الداخل.
يوم27 يناير حدث هياج جماعي داخل عنبر الحراسة بسجن أبو زعبل الموجود به السجين رمزي موافي الطبيب الشخصي لأسامة بن لادن وقام المساجين بكسر أبواب العنابر والباب الرئيسي, وجرت السيطرة الأمنية علي هذا الهياج, فيما تم إبلاغ قيادات الوزارة آنذاك, وكانت التعليمات السيطرة علي الموقف وعدم السماح بهروب المساجين وعدم التعامل معهم بقوة نظرا للتظاهرات الموجودة بميدان التحرير.
وحدث أمر لم افهمه وقتها عندما تحدثت مع أحد المساجين المنتمين للجماعة الإسلامية بالعنبر. حيث قال لي إحنا النهاردة جوه وانتو بره.. بكره انتو جوه وإحنا بره, ولم أعره اهتماما, خاصة أن الأوضاع كانت متأزمة في الخارج وكان الاهتمام بتوزيع الخدمات الخارجية علي أبراج السجن هو ما يشغلني, وفي اليوم التالي عندما طلبت تعزيزات للتأمين الخارجي, كما هو متبع من مديريات الأمن التابع لها كل سجن, أخبروني أن أتعامل بالقوات الموجودة معي, لأنه لا يوجد فرص للتعزيز لانسحاب الجنود مساء28 يناير وحرق سيارات الشرطة, وقمت بتشديد الحراسة علي الأبراج, وزيادة الذخيرة مع الجنود إلي100 طلقة لكل مجند لمواجهة أي محاولة للهرب أو الاقتحام, ولم تنسحب قوات التأمين الداخلية من أي سجن إلا بعد نفاد ذخيرتهم.
هل صدرت أوامر من حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بالفعل, بفتح السجون أو الانسحاب ؟
هذه شهادة أمام الله: أن حبيب العادلي لم يصدر تعليمات أو طلب الانسحاب أو فتح السجون أمام المساجين والدليل إنني ومن معي من قوات ظللنا نقاوم حتي نفاد ذخيرتنا ووفاة2 من المجندين, وقد نجحت الشرطة في إجهاض محاولات هروب السجناء في15 سجنا منها القطا, ودمنهور, وطره, والزقازيق, وشبين الكوم, ولم يكن هناك أي دعم من المناطق المركزية والتعليمات كانت حافظ علي قواتك والسيطرة علي الموقف وعدم السماح بهروب المساجين.
كيف تفسر عدم إدراج اسم الرئيس المعزول في كشوف السجناء بسجن وادي النطرون رغم احتجازه يوم27 يناير ؟
يوم الخميس27 يناير2011 كان الرئيس المعزول محمد مرسي محتجزا بسجن2 صحراوي بوادي النطرون, ووفقا لتعليمات مصلحة السجون, فإنه يتم ارسال المساجين ومعهم كشوف إحصائية مع تسجيل أسمائهم في دفتر بوابة في الدخول, واليوم التالي الجمعة كان إجازة للموظفين المدنيين, وتم الاقتحام يوم السبت, وحرق كل الدفاتر والمستندات وأوامر التنفيذ وكشوف الأحوال بواسطة المقتحمين, وهذا هو السبب في عدم إدراج اسم مرسي في كشوف السجناء.



المصدر الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق