أكد تقرير حقوقى أن فض إعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة قد روعى فيه تحقيق المعايير الدولية المنوط اتباعها عند مواجهة مثل تلك الاعتصامات، لافتة إلى رصدها سقوط ضحايا ومصابين من جانب قوات الأمن والمعتصمين نظراً لحدة الاشتباكات وزيادة حدة المقاومة باستخدام الأسلحة من جانب المعتصمين، مضيفة " من الصعب تحديد اعدادهم بشكل دقيق".
جاء ذلك فى التقرير الصادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية ، الخميس حيث قامت بمراقبة عملية فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة، مشددة على أنه لم يكن استجابة لمطلب من اى جهة ، بل بتوجه من دور المركز.
فيما يخص اعتصام النهضة، قال التقرير إن الشرطة خرجت باتجاه الميدان للبدء في فض الاعتصام، حيث كانت أولى الخطوات مناشدة قوات الأمن للمعتصمين بالانصراف دون مقاومة وذلك عبر مكبرات صوت معلقة على طائرات هليكوبتر كانت تحلق على مستوى منخفض.
وأضاف التقرير أنه بعد مرور حوالي ساعة، وفي حضور كثيف من ممثلين عن المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، قامت قوات الشرطة بفتح ممر أمن لخروج الأطفال والنساء وكبار السن، حيث أغلقت الشرطة كل الطرق المؤدية إلى الاعتصام مثل طريق جامعة القاهرة وكوبري صفط اللبن المؤدي لمنطقة بين السرايات ولم تغلق القوات شارع مراد حيث قامت بتركه مفتوحا في اتجاه ميدان الجيزة للسماح للمتظاهرين بالخروج الآمن لكنها كثفت تواجدها ونصبت الأسلاك الشائكة، لافتة الى خروج العشرات عبر هذا الممر دون أن تمسهم قوات الشرطة بأي سوء.
وأشار التقرير إلى أنه بعد أن أغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى ميداني النهضة بالجيزة، تحركت الجرافات لإزالة الحواجز التي أقامها المعتصمون باستخدام "دوشم" الأرصفة والأكياس الرملية، لافتة الى أن الشرطة فوجئت باستخدام أسلحة نارية من جانب من تبقى للمعتصمين ، حيث قام بعض المعتصمين في الصفوف الأمامية بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف، ومن ورائهم بمسافة ليست بكبيرة من يستخدمون أسلحة آلية وأسلحة محلية الصنع في إطلاق أعيرة نارية باتجاه قوات الأمن.
وتابع التقرير " رداً على ذلك، قامت قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين الذين فروا إلي منطقتي بين السرايات والدقي، والتزمت الشرطة تماماً بعدم استخدام الأعيرة النارية أو أي قوة قاتلة للدفاع عن نفسها، واثناء إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع إنفجرت أنبوبة غاز كانت في إحدى الخيام وأشعلت النار في الخيمة التي احترق بداخلها ثلاث رجال، وتم العثور على جثثهم متفحمة بعد الإنتهاء من عملية فض الاعتصام".
ولفت التقرير الى أن الاشتباكات تواصلت بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول بمحيط ميدان النهضة وقام أنصار الإخوان بإشعال النيران في عدد من مباني كلية الهندسة جامعة القاهرة، الأمر الذي دفع قوات الأمن بتكثيف هجومها على أنصار المعزول حتى أمتدت الاشتباكات إلى حديقة الحيوان بعد اقتحام أنصار المعزول لها وفرضت قوات الأمن طوقًا من قوات مكافحة الشغب داخل حديقة الأورمان لمنع تواجد أي معتصمين بها وعودته للاعتصام بها.
واستطرد التقرير " عقب ساعتين متواصلتين من الاشتباكات بين قوات الشرطة ومعتصمي الإخوان أنتهت قوات الأمن من فض اعتصام ميدان النهضة وتمكنت من القبض على المئات من جماعة الإخوان المسلمين وتمت إزالة جميع الخيام وحرقها، كما تم إزالة جميع الحمامات التى كان الإخوان وأنصارهم قد قاموا ببنائها داخل حديقة الأورمان..وقد رصدنا إصابات في طرف المعتصمين وفي طرف الشرطة، واحتراق ثلاث جثث داخل أحد الخيام، لكن لم نتمكن من حصر أعدادهم".
وفيما يخص اعتصام رابعة، قال التقرير إنه بدأت الاستعدادات لفض اعتصام رابعة من الليلة السابقة للتنفيذ، حيث قامت قوات الشرطة في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء 13 أغسطس 2013 بتأمين الطرق العامة خصوصاً في محيط اعتصامي رابعة والنهضة.
وتابع التقرير " وفي حوالي الساعة السادسة صباحًا وصلت قوات الأمن ميدانى رابعة العدوية، لفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول مرسى. ثم قامت قوات الأمن بإذاعة الإنذار الأول للمعتصمين عبر مكبرات الصوت والذي كان يحث المعتصمين على مغادرة الاعتصام دون ملاحقة أمنية مع تحديد طريق الخروج الآمن من الاعتصام..وفي حوالي الساعة السابعة صباحًا قامت قوات الأمن بإذاعة الإنذار الثاني للمعتصمين لمغادرة مكان الاعتصام ثم قام أفراد مسلحون خلف المعتصمين بإطلاق الرصاص تجاه قوات الأمن فقامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على المعتصمين حيث كانت قوات الأمن تبعد عن المعتصمين بحوالي ثلاثمائة أو اربعمائة متر ونتيجة لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع كان يتراجع المعتصمين إلى الخلف قليلًا وكانت قوات الأمن تستغل تلك المساحة لتتقدم تجاه المعتصمين".
وأستطرد التقرير "في حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً أغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى تقاطع رابعة العدوية من اتجاهي المنشآت العسكرية في شارعي النصر والطيران في اتجاه شارع عباس العقاد، ومنعت أي مسيرات من الانضمام إلى تجمع رابعة العدوية عقب بدء إجراءات الشرطة لفض التجمع..وفي حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف تصاعدت حدة الاشتباكات بين أنصار مرسى المسلحين، وقوات الأمن بمحيط رابعة العدوية بعد أن وصلت عدة مسيرات قادمة من أعلى كوبرى أكتوبر حيث أطلق أنصار محمد مرسى قنابل مولوتوف وطلقات خرطوش، وردت قوات الأمن بقنابل الغاز لتفريقهم..وفي حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءاً، كانت قوات الأمن قد نجحت في اختراق مساحة كبيرة من الاعتصام والسيطرة على المشهد، وعندها سمحت قوات الآمن بخروج الأطفال والنساء وكبار السن عبر الممر المفتوح على طريق النصر، وبالفعل استجاب المئات وخرجوا على دفعات مؤمنة تماماً من جانب القوات ولم يتعرض لهم أحد".
المصدر اخبار مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق