الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

في شارع بلال بشبين الكوم إمام مسجد التقوي ينعي ابنه وزملاءه‏..‏ ويتساءل‏:‏ بأي ذنب قتلوا؟

سيطرت حالة من الحزن علي سكان شارع بلال بشبين الكوم الذين كان لهم نصيب من الحسرة علي ذويهم وتحول الشيخ حسين عبد المحسن إمام مسجد التقوي بشبين الكوم ووالد الشهيد عبد الرحمن إلي كتلة من الصمت بعد أن لجمته الصدمة.
ولم تفلح محاولات حثه علي الحديث وجلسنا بجواره نتسمع همماته وهو ينظر إلي السماء كل حين مناجيا ربه ومرددا حسبي الله ونعم الوكيل وبعد فترة أغمض عينيه ثم التفت إلينا وهو يقولآخر اتصال بابني كان في الحادية عشرة مساء وأخبرني بأنه سيقضي ليلته مع زملائه علي مقهي بجوار موقف الأتوبيس برفح حتي معاودة انتظام حركة المواصلات وطلب مني تحويل رصيد علي هاتفه المحمول ليطمئنني عليه وهو في طريق عودته وكأنه كان يشعر باقتراب ملك الموت منه‏..‏ويصمت الشيخ حسين وينظر إلي الأرض وعيناه مغرورقتان بالدموع وهو يقول انقطعت الاتصالات بعدها‏..‏حتي جاءنا خبر استشهاده‏.‏ ويستكمل الشيخ حسين حديثه ذهبت لقبر شقيقه محمد الذي توفي منذ‏3‏ سنوات متأثرا بإصابته بالسرطان وأخبرته بأن شقيقه عبد الرحمن سيرافقه في قبره بعد أن نفذ المارقون جريمتهم النكراء‏,‏ وأوضح والد الشهيد أن الفقيد هو الأصغر بين أشقائه حسام وأماني بعد وفاة أكبرهم محمد وأنه كان يعمل كهربائيا عقب عودته من خدمته في إجازاته ويعاوني في أعباء المعيشة وكان الشهيد طموحا حيث استطاع تجهيز شقته قبيل سفره لاستلام شهادة تأدية خدمته العسكرية وكان ينوي الزواج في العيد الكبير إلا أن المولي عز وجل قدر له أن يتزوج من حور العين‏.‏ وأتمني أن يكتبه الله من الشهداء أما خطيبة الشهيد الذي أتم خطبته عليها منذ عشرة أيام فقط ويعد معها منازل الزوجية فقد أصيبت بصدمة عصيبة فور سمعها الخبر وطالب والد الشهيد بالقصاص لدم نجله وزملائه من الإرهابيين القتلة قائلا لا نملك ألا نقول ما يرضي الله إنا لله وان إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل‏.‏ وحاول والد الشهيد صد دموعه التي غلبته وانهمرت علي وجهه وأكد علي أن حزنه الكبير ليس علي فراق ابنه فقط بل أنه يتمزق علي فراق‏21‏ شابا من خيرة شباب مصر الذين كانوا يسلمون حقائبهم لبداية حياة جديدة موضحا أن فلذة كبده لم يكن مهتما بالسياسة وكان يؤدي خدمة وطنه علي أكمل وجه وتسأل في حسرة بأي ذنب قتل؟‏!.‏



المصدر الاهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق