الدولة تنتفض لتنقية الإعلام من بذاءات الدخلاء وتجاوزات غير المهنيين..إغلاق "فراعين" عكاشة خطوة على الطريق الصحيح لكنها تحتاج لخطوات أخرى لتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى
لم يكن قرار الهيئة العامة للمناطق الحرة بإغلاق قناة الفراعين لصاحبها توفيق عكاشة، مجرد وقف لنافذة فضائية، من ضمن مئات القنوات التى يزخر بها الفضاء المصرى، بل كان بمثابة انتصار لقيم وأخلاق ومبادئ، قامت ثورتا 25 يناير المجيدة و30 يونيو من أجل توطيدهم وترسيخهم، وجعلهم أسسًا للتعايش بين المصريين، كما كانت خطوة ضرورية وحتمية لتنقية الإعلام من الدخلاء والانتهازيين، وإنقاذه من محاولات الإفساد المنظم والعودة لأجواء عصر مبارك الذى شهد فوضى استخدام الإعلام فى عمليات الابتزاز والتشويه والفساد.
كما كان القرار طوق نجاة للأسرة المصرية، التى عانت الأمرين من اقتحام البذاءات والسب والقذف جدران منزلها، واختراق السفالات والوقاحات آذان أطفالها الصغار، حيث فتحت القناة أبوابها لشخصيات لم تتورع عن استخدام أحط وأشنع العبارات فى الهجوم على الشرفاء والقامات الوطنية العالية.
ما قامت به قناة الفراعين فى الفترة الأخيرة لا يمت بصلة لمهنة الإعلام وليس له علاقة بأى أداء تليفزيونى، بل كانت القناة عبارة عن "مصطبة" للردح وتوجيه السباب والشتائم لشخصيات فى المجتمع، واستقبلت شخصيات لها مآرب شخصية وعلاقات مشبوهة، فاستغلت تلك الشخصيات وجودها على الشاشة لتكيل الاتهامات غير الصحيحة للعديد من الشرفاء والوطنيين، كما حاولت تلك الشخصيات المتاجرة باسم الوطن والثورة، رغم أن الجميع يعلم علم اليقين أنهم أبعد ما يكونوا عن الثورة ورجالها، بل كانوا فى مقدمة مهاجميها، وقلوبهم تمتلئ حقدًا وحسدًا ضد الثورة والثوار، وحاولوا بكل جهدهم وأدها لارتباطهم الوثيق بنظام مبارك، وانتفاعهم بعلاقاتهم مع دوائر الحكم والقرار بهذا النظام.
قرار إغلاق "فراعين" عكاشة، كشف المنتفعين والمتسلقين على أكتاف ثورة 30 يونيو التى تعتبر امتدادًا لمبادئ وقيم ثورة 25 يناير، حيث إن قرار الإغلاق يكذب بشكل عملى ما حاول عكاشة وأعوانه ترويجه بين الناس بأنه "مسنود" من الحكومة الحالية، بل أنهم غالوا فى كذبهم بتسريب أن المخابرات الحربية ومسئولين بالجيش هم من يمدونهم بالمعلومات، وحاولوا خداع البسطاء بأن ما يتم بثه من "هرتلة وأكاذيب" هى معلومات مسربة إليهم من جهات سيادية فى الدولة.
وتأتى الأسباب التى ساقتها الهيئة العامة للاستثمار فى قرارها بالإغلاق لتضع اللبنة الأولى لانتفاضة الدولة ضد الفساد الإعلامى، ولكى تضع ميثاقًا للعمل الإعلامى وترسخ مبادئ يجب أن تتبع فى أى نافذة إعلامية، حيث أكدت الهيئة أن القناة دأبت على انتهاك الحريات الشخصية والخوض فى الأعراض والذمم المالية لشخصيات تحظى بالاحترام، كما شنت حملة من الابتزاز ضد بعض السياسيين ورجال دولة وإعلاميين.
وكان مصدر مسئول بوزارة الاستثمار، أكد أن هيئة العامة للمناطق الحرة أصدرت قرارًا بإغلاق قناة "الفراعين"، نظرا لمخالفتها ميثاق الشرف الإعلامى، كما تم استغلال القناة فى تشويه صورة بعض الشخصيات العامة فى الدولة.
المصدر اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق