الأحد، 27 أكتوبر 2013

مشاهد من مأساة كنيسة الوراق القدر ينقذ عروسين من الموت قبل لحظات من الحادث ‏4‏ تكفيريين وراء الهجوم علي كنيسة العذراء



‏4‏ تكفيريين وراء الهجوم علي كنيسة العذراء

نجحت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية في تحديد المتهمين في حادث كنيسة الوراق وهم‏4‏ من الجهاديين وقاموا بتنفيذ الجريمة بعد مراقبة لكنيسة ومعاينتها‏5‏ مرات، وتأكدوا من أن يوم الحادث سيشهد‏6‏ حفلات زفاف وعقدوا العزم علي تنفيذ الجريمة
خاصة وأن الكنيسة بطريق الكورنيش الذي يسهل معه تنفيذ الجريمة وأنهم نجحوا بعد إرتكابها في الإختفاء داخل شقة سكنية بمنطقة متطرفة شمال الجيزة حيث قام قطاع الأمن المركزي والأمن الوطني مدعما بضباط الأمن العام بمداهمة المكان والوصول إلي المتهمين حيث يخضعون الآن لتحقيقات مكثفة من قبل جهاز الأمن الوطني خاصة وأن المتهمين علي صلة بمجموعة من الأحداث الإرهابية التي أرتكبت علي مدار الأيام الماضية وكان هناك ربط بين الوصول للمتهمين وما حدث بالشرقية أمس الأول من ضبط صواريخ مضادة للطائرات والأربيجيهات تستخدم في العمليات الإرهابية وسوف تعلن وزارة الداخلية خلال الساعات القادمة للقبض علي المتهمين والمشاركين معهم ورحلة هروبهم.
فحادث كنيسة العذراء بالوراق علي الرغم من أنه خلف وراءه العديد من المآسي لعروسين كانا يحلمان بحياه جديدة إلا أن مرارة ما شاهداه جعلهما في حالة حزن شديد ليس لأن زفافهما لم يتم ولكن بسبب ضحايا الحادث الأليم من أقاربهم وجيرانهم وبدلا من أن يكون يوم زفافهما هو أحلي أيام حياتهما تحول إلا كابوس سيلازمهما باقي حياتهما لأنهما لن يستطيعا أن ينسيا الطفلة مريم التي لطخت الدماء ثوبها الأبيض وفقدت حياتها في هذا العرس والتي جعلت الجميع في حزن شديد و كأنها تقول ما ذنبي حتي أقتل في يوم فرحة بيد آثمة تغتال الحياة والفرح لا تفرق بين مسلم ومسيحي وفي الوقت الذي بكي فيه الجميع علي مريم فإن والديها يصرخان من فرط الألم فهما لم يتمكنا حتي من تشييع جنازة إبنتهما حيث يرقدان بين الحياة والموت داخل المستشفي وكأن يد الغدر قد أرادت لتلك الأسرة الموت في عز فرحتها فالأب والأم يعتصران ألما ليس من جراحهما بل حزنا علي فراق فلذة كبدهما ولم يكتف الجناه بالأب والأم وإبنتهما بل طالت يد الغدر أشقاء وشقيقات الأب الأربعه الذين يرقدون بمستشفيات متفرقة ولم يبق إلا شقيقهم الخامس الذي يهرول حائرا ما بين أشقائه بالمستشفيات وإبنة شقيقه التي يشيعها فبعد أن تجمعت تلك الأسرة ليفرحوا مع إبنة شقيقتهم في يوم زفافها فرقتهم رصاصات الغدر بين المستشفيات وكأن الدنيا قد حرمت عليهم الفرحة بعد أن اختاروا كنيسة العذراء بمنطقة الوراق التي لا يقيمون بها وكأنهم حددوا مكان وميعاد تفرقهم بدلا من تجمعهم.
ضحكات وبسمات وسعادة غامرة تحولت في لحظات إلي صرخات تكاد تملأ الدنيا حزنا وألما علي فقد الأحباب في تلك اللحظات التي كانوا يتمنون فيها الفرح في ظل حزن تعيشه العديد من الأسر المصرية بسلميها ومسيحييها والجميع الآن يراوده الحلم بأن تصل الشرطة إلي الجناه هؤلاء الإرهابيين الذين حولوا فرحهم إلي مأتم والأمر لم يختلف في هذه الأسرة والتي علي الرغم من أنها كانت الأكثر تضررا من هذا الحادث المشئوم فالأمر في قصة مريم نبيل لا يختلف عن قصة مريم أشرف التي تصغرها بثلاث سنوات فأسرتها مازالت تعاني مرارة فقدها والأكثر غرابة أن الحزن شديد كان4 من المصابين من المسلمين الذين أصيبوا في تلك الأحداث وكانوا قد حضروا لمشاركة جيرانهم أفراحهم إلا أنهم أصبحوا أيضا شركاء في الأحزان فيرقدون بجوار بعضهم بالمستشفي ولسان حالهم إذا كان الجناه قد إستهدفوا الأقباط إلا أنهم لن يستطيعوا أن يجدوا مكانا في مصر يفصل بين الإثنين حتي داخل الكنائس فالإثنان داخل الكنيسة.
فيروي محمد ناصر الشاب الذي يعمل مع والد العروس أنه قد دعاه لحضور زفاف إبنته فما كان منه إلا أن لبي الدعوة ردا منه علي مشاركته له في أفراحه وأحزانه
ولعل القدر كان رحيما بعروسين كانا علي بعد خطوات من الكنيسة في طريقهما لإتمام الزفاف داخل الكنيسة فلحظات إطلاق الرصاص حالت دون أن يكونا من بين الضحايا ليكتب لهم الله النجاه بسبب الزحام المروري الذي حال دون وصولهما للكنيسة في الوقت المحدد والأمر لم يختلف كثيرا عن نجاة عروسين آخرين تأخرا عن موعد الحضور إلي الكنيسة ساعة بسبب إنقطاع الكهرباء( بالكوفير) وهو ما جعلهما يتخلفان عن الموعد وكأن إنقطاع الكهرباء كان سببا لنجاتهما من الموت المحقق ولكن العروسين يعيشان في حزن شديد بسبب هذا الحادث خاصة أنهما حضرا إلي الكنيسة ووجدا تلك الأحداث المؤلمة حيث أنهما لا يستطيعا الزفاف لأن الكنيسة لن تستقبل أفراحا لأنها الآن تستقبل المعزين وكأنه كتب علي تلك الأسر أن تعيش في تلك الأحزان والأمل الآن في أن تصل الشرطة إلي الجناة لكن علي الرغم من أن القدر أنقذ العشرات من الموت المحقق إلا أن هناك قصورا أمنيا أدي إلي تلك الجريمة بسبب عدم تواجد أفراد الحراسة أمام الكنيسة وهذا ما أكدته النيابة العامة في تحقيقاتها وهو ما يؤكد أن أفراد الحراسة علي الرغم من أن يوم الأحد يحضر فيه أعداد كبيرة إلي الكنيسة لحضور حفلات الزفاف و الصلوات والشعائر الدينية إلا أن أفراد الحراسة أصرت علي ترك الكنيسة وعلي الرغم من أن التحقيقات تجري بالنيابة إلا أن مدير أمن الجيزة اللواد كمال الدالي أمر بإجراء تحقيقات موسعة من قبل قيادات الأمن بالجيزة للوصول إلي الحقيقة إلي عدم إنتظام أفراد الخدمة في وقتها في الوقت الذي بدأت فيه أجهزة الأمن بالجيزة بمراجعة خططها التأمينيه حول مقار الكنائس وتشديد الحراسة عليها من خلال إدارة تأمين المنشأت التابعة لمديرية الأمن وكذلك تكليف رئيس المباحث ومأمور كل قسم بالمرور الدائم علي الخدمات الأمنية المتواجدة علي الكنائس للتأكد من تنفيذها لمهام التأمين. ومن جانبه أكد مصدر أمني مسئول أنه علي جميع الكنائس والمنشآت الهامة وضع كاميرات مراقبة حول المباني لتصوير ما يحدث وأن تكلفتها بسيطة ولكنها تساعد بشكل كبير في الوصول إلي الجناه مضيفا أن وزارة الداخلية تقوم بنشر الكاميرات الخاصة بالمراقبة بالشوارع والميادين الرئيسية والتي تساهم بشكل كبير في الوصول إلي الجناه ولكن يظل في النهاية مسئولية كل منشأة عن وجود تلك الكاميرات وتوصلت أجهزة البحث الجنائي من الوصول إلي مرتكبيها من خلال فريق من المباحث الجنائية أمر بتشكيله اللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة ويقوده اللواءان محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ونائبه محمود فاروق والعميدان مصطفي عصام رئيس مجموعة الأمن العام بالجيزة ومحمود خليل رئيس مباحث قطاع الشمال ويتابعه اللواء سيد شفيق مساعد الوزير لقطاع الأمن العام.


المصدر الاهرام





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق