السبت، 30 نوفمبر 2013

والد الطفل الذى فقأ شيخ المعهد الدينى عينه: «كل همى هو علاج ابنى»


شيخ المعهد يلاحقنا.. ولو القضاء لم يأت بحق ابنى فلا يلمنى أحد.. وتقرير مستشفى المنصورة: المريض أصيب بنزيف بالخزانة الأمامية وقرحة بالقرنية بالعين اليمنى وقوة الإبصار (1/60)
«أنا مش هاشوف أقرأ قرآن تانى يا عمو، بعد ما شيخ المعهد الدينى وضع المقشة فى عينى» بهذه الكلمات بدأ الطفل محمد شرف الدين إسماعيل، بالصف السادس الابتدائى بمعهد برق العز الأزهرى مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، حديثه لـ«الوطن». وقال «محمد»: «كنت واقف فى آخر الطابور وشيخ المعهد جاء بيساوى الطابور وبدل ما يكلمنى ضربنى بيد مقشة وكانت مشطوفة، وضربنى خبطتين الأولى على كتفى والثانية فى عينى وقال لى روح اغسل وشك فى الحمام».
وأضاف: «أنا حسيت إن العصايا دخلت عينى.. قال لى روح اغسل وشك ومقدرتش أفتح عينى وزمايلى طلعونى الفصل نمت على المقعد ورجعت وبعدها أخدونى للمستشفى». لم يتمكن «محمد» من الجلوس والحديث أكثر من ذلك لأن الأطباء يمنعون حركته حتى لا تؤثر فى نتيجة العملية الجراحية التى أجراها فى عينه بمركز طب وجراحة العيون بجامعة المنصورة. أما والده فقال: «أنا كل همى هو علاج عين ابنى التى فقأها شيخ المعهد ولو القضاء لم يأت بحق ابنى لا أحد يلومنى».
وحكى والد الطفل قائلاً: مجرد ما جاء لى تليفون وكنت فى شغلى واتصلت على والدته تنقله من المعهد الدينى وكل ما أكلمها تبكى وتقول لى محمد هايتجنن من عينه، قلت لها انقليه للمستشفى وكان عنده وقتها نزيف داخلى فى العين. وأضاف والد الطفل: فى المستشفى قالوا إن ابنى أصيب بإصابة سيئة جدا ومتبهدل وعينه اتصفت على الأرض وحجر العين الأمامى اتكسر، وربنا يسترها والنزيف يقف. وقال والد الطفل فى تأثر شديد والعرق يتصبب منه: ابنى عينه ضاعت وبيهددونى لأن شيخ المعهد من عائلة كبيرة، ولن نستطيع عمل شىء له، فهو بمقدوره أن يلغى أى إجراء يمكن أن نأخذه ضده، مؤكداً أنه عمل ضده محضراً بمركز الشرطة، ومن وقته لا يزال فى التحريات ولم يذهب للنيابة.
وأشار والد الطفل إلى أن الإدارة المركزية للأزهر فتحت تحقيقاً فى شكوى زوجتى، واعترف شيخ المعهد بإصابة ابنى فى المحضر، وبعدها سألت المحقق، فقال إن الأوراق لا يوجد فيها أى اعتراف، وأنكر وأقسم بالله إنه لم يصب ابنى وإنه سمع من الشارع بإصابته.
وذكر أن شيخ المعهد دائما ما يستخدم العنف مع الأطفال ونحن نريده أن يربى أبناءنا لكن ليس بأن يسبب لهم عاهة مستديمة فقد ضرب ابن أخى من قبل لأنه يستخدم موس يقشر به القلم الرصاص. وتذكرت صابرين (والدة الطفل) ما حدث فقالت: كنت الساعة 8 وربع بعد اتصال زوجى بى وعرفنى أن محمد تعبان فى المعهد وطلبت أدخل الصف السادس ووجدت ابنى نايم على المقعد ومكفى على وشه ويديه على عينه ومغمى عليه وأخذته، وخرجت لنائب شيخ المعهد وكان خائف ومرعوب وقلت له ينفع تعملوا كده فى محمد؟ أعطانى جواب.. وقال لى روحى اكشفى عليه فى التأمين الصحى ولم أعرف مكان المستشفى فدخلت به مستشفى الرمد فقالوا فى عينه نزيف داخلى لأن «نن عينه» اتخلع فالمطلوب نعالج النزيف وبعدها نعمل زرع عدسة. وقالت إن جدة محمد ذهبت إلى المعهد وقالت لشيخ المعهد اعمل حسابه فى الغياب، فطردها من هناك ورفض يسمع لها، وعاملها بجفاء شديد مع أننى استلمته مصاب، وحتى الآن لم يسألوا عنه.
وأضافت: أنا تركت كل شىء وجالسة بجوار محمد أغيّر على عينه وأضع له القطرات الطبية وهو لا يستطيع أن يفتحها ومنتظرين 3 شهور كى نعمل له عملية جراحية أخرى مسح بالليزر وهو الآن لا يقدر ينظر فى المصحف بعينه السليمة فقط. وقالت: «إن محمد ابنى الوحيد، فقد رزقنى الله بولدين غيره إلا أنهما ماتا.. وهو شاطر فى المعهد وحافظ القرآن الكريم حتى سورة الكهف والدكتور قال إن محمد هيعيش بعاهة مستديمة لكن إحنا بنحاول نعمل له عمليات تجميل».
وحصلت «الوطن» على التقرير الطبى لمستشفى الرمد بالمنصورة، قال التقرير: «إنه دخل المستشفى بادعاء إصابة من آخرين أدت إلى نزيف بالخزانة الأمامية وقرحة بالقرنية بالعين اليمنى وكانت قوة الإبصار واحد على ستين (1/60) والعين اليسرى سليمة تبصر «6/9» وتم عمل العلاج اللازم والمريض عنده بقايا نزيف بالخزانة الأمامية».


المصدر الوطن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق