الجمعة، 25 أكتوبر 2013

بالفيدو والصور.. "الزوجة الحمامة" و"الأرملة الغولة" تظهران في أساطير "كيد النسا" بسيوة



الحواديت شكل من أشكال القصص والحكايات، تحمل فى ثناياها النصيحة والعظة، وإن كانت لا تحمل المنطق فى تسلسل أحداثها أو واقعيتها، وفى سيوة حواديت وأساطير تدعو للدهشة أغلبها مرتبطة بالمرأة، منها حدوتة "البنت وأمها الحمامة" والأرملة "الغولة"، وحواديت عامة عن كيد النسا.

تعرض حدوتة "البنت وأمها الحمامة" وعلى حد قول الشيخ عمر حسنين أحد الحكائين: تعرض هذه الحدوتة غيرة شقيقة الزوج من زوجة شقيقها الجميلة، فتبدأ بعد سفر شقيقها واستئمانه هى وابنتها على زوجته وابنته فى تنفيذ حيلة ماكرة لنزع شعر الزوجة وإبداله بشعر (ريش) حمامة، حتى تحولت الزوجة إلى حمامة وطارت بعيدا عن المنزل لتجزع ابنتها عليها، وتصعد كل يوم إلى سطح الدار ومعها القمح لتنادى على أمها (الحمامة) لتنزل فتطعمها البنت حَباً (قمح).

، ولأن الغيلان هى ذلك الكائن الأسطورى الوحشى الذى يأكل البشر ويفزع سكان الواحات منه، يقول عمران مطعم - أحد الحكائين: أطلقت الذاكرة الثقافية للمجتمع السيوى على الأرملة اسم "الغولة" التى تحتم عليها التقاليد المتوارثة أن تتم 45 يوما مختفية حدادا على زوجها المتوفى (وقبل 40 يوما) لا تخرج من منزلها، ولا يراها أحد، وإلا فإن كل من يراها ستلحق به مصيبة.

، وقبل اليوم الأخير لفترة الحداد يخرج منادى ينادى فى المدينة مستخدما "الطبلة" أن "فلانة" أرملة "فلان" ستخرج غدا إلى العين حتى يختبئ الجميع ويختفون من الطرقات حتى لا تقع عينها على أحدهم فيصاب بأذى. 

تتكون سيوة من خليط من البشر ترجع أصولهم الأولى إلى الحبشة، والسوس الأقصى بالمغرب والسودان وصعيد مصر، ويتحدثون إلى جانب اللغة العربية اللغة الأمازيغية (البربرية) فى إحدى لهجاتها، وإن كانت التأثيرات العربية واضحة فيها وتتمثل فى مفردات وجمل عربية كاملة، وقد ظلت سيوة معزولة عن العمران والحضارة لفترة طويلة. 

هذه العزلة، بالإضافة إلى مناخ الواحة وجغرافيتها وتكوينها المتفرد ساعد على تكوين عِرق ثقافى يختلف فى العديد من صوره، وإن ظهرت فيه أيضا تأثيرات الثقافة العربية بصفة عامة والصحراوية بصفة خاصة. 

نرى فى هذا العرق امتداد التراث الثقافى الفلكلورى ومنها الحواديت، وهى كما فى العالم كله تمتزج فيها النصيحة والتوجيه بالصورة الأسطورية الخرافية للقصة. 

و"تْنِفاَسْ" تعنى (حواديت) فى اللغة الأمازيغية السيوية، وبالبحث وجد أن اللغة السيوية الموجودة فى رسوم وتشكيلات ونقوش المشغولات اليديوية وعلى الملابس من رموز ومربعات ومثلثات هى تطوير وتحريف لنقوش مقابر جبل الموتى مع التأثر ببعض الثقافات الأخرى، وإن لم نجزم بما قاله صالح، فإن فى كلامه منطقا يفرض على الباحثين المتخصصين دراسة هذا التراث وتطبيقه على آثار سيوة خصوصا مقابر جبل الموتى.








المصدر بوابة الاهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق