السبت، 5 أكتوبر 2013

الشحات: أمريكا تمسك العصا من المنتصف وترغب في إنهاء الأزمة المصرية

قال الشيخ أحمد الشحات عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، إنه منذ بداية أحداث 30 يونيو وما بعدها، تراقب الإدارة الأمريكية الموقف عن قرب، في محاولة لإمساك العصا من المنتصف وعدم التورط في حلف صريح مع أي من طرفي النزاع.
وأضاف الشحات في تصريح لـ"الوطن": "ظل موقف وتصريحات مسؤولي الولايات المتحدة متأرجحا بدرجة كبيرة، هذا لفرض حسن الظن، وإلا فالبعض يرى أنها كانت تلعب الدور الأخبث في هذا الحدث، حيث كانت تدعم هؤلاء وهؤلاء، وتقوي الأمل عند كل منهما، وفي النهاية ستقف بجانب المنتصر وتعطي ظهرها للآخر كعادتها، وليس شيء من ذلك بجديد على طريقة أمريكا ومنهجها في السياسة".
ما الذي يدفع أمريكا للإصرار على الدفاع عن "الإخوان" رغم تأكدها أنهم خرجوا من الحلبة تماما؟
وأضاف: "أمام تمسك كل من طرفي الصراع بموقفه، وحرصه على استبقاء مكتسباته، وخوفه من خسائر مستقبلية، انتهى الموقف التفاوضي إلى لاشيء، وحزم الأمريكيون والأوروبيون حقائبهم ورحلوا، ومرت البلاد بعد ذلك بفترة هدوء حذر، أعقبها أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة، وما تلاها من موجات غضب من جانب الإخوان ومؤيديهم، وما استتبع ذلك من حملات اعتقال ومطاردات موسعة لقيادات الإخوان، ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، ونتيجة للتنسيق والتعاون بين أمريكا والاتحاد الأوروبي خصوصا في القضايا المشتركة، فإن تبادلا في الأدوار كان يتم بين الولايات المتحدة والاتحاد، بحيث تؤخر أمريكا موقفها بعض الشيء وتترك المجال للأوروبيين، أو تتخذ قرارا لكن من يتحرك به ويعرضه في العلن يكون الاتحاد الأوروبي، لكن المهم بالنسبة لنا هو أن نفهم أن موقفهما واحد ويؤديان دورا مشتركا".
أوباما لا يريد أن يُكتب في تاريخه أنه فشل في احتواء الأزمة المصرية
وتساءل عضو مجلس شورى الدعوة السلفية: "ما الدوافع التي تجعل الولايات المتحدة تصر على الدفاع عن الإخوان حتى هذه اللحظة، رغم تأكدها أنهم خسروا الجولة وخرجوا من الحلبة تماما؟"، مضيفا: "إذا اتفقنا أن أمريكا لا يهمها إلا الحفاظ على مصالحها ومصالح حلفائها، فإنها لا تخجل من أن تستخدم كل الوسائل النفعية لتحقيق ذلك، فإذا كانت رأت في نظام الإخوان ما يحقق لها مصالحها، على الأقل في الظرف الراهن، وأنهم الطرف الأكثر جاهزية والأقوى حضورا على الساحة المصرية، فإنها ربما ترى فيهم بعد ذلك معارضة قوية تلاعب بها من في الحكم، وتستطيع من خلال ذلك إدارة الصفقات التبادلية مع الطرفين".
واستطرد الشيخ أحمد الشحات قائلا إنه "استنادا إلى تصريحات الدكتور محمد البلتاجي نفسه بخصوص اشتعال الأوضاع في سيناء، وأن لها ارتباط بعزل مرسي، فإنه وبسهولة شديدة يمكن أن يتسع نطاق هذا التهديد ليشمل العالم كله، فتفاجأ أمريكا بحرب عصابات مسلحة تواجهها وتهدد مصالحها في العديد من بلدان العالم، وهذا ما لا تحتمله ولا ترغب في وجوده، فالجماعات المسلحة الموجودة بكثافة في سيناء يمكن الإيعاز لها بطريقة أو بأخرى أن توجه أنشطتها لإسرائيل، وبالتالي يتعرض أمن إسرائيل للخطر، وهذا بالنسبة لأمريكا خط أحمر"، مشيرا إلى أن "الإخوان جماعة تتبع تنظيما دوليا ضخما، لديه العديد من أوراق القوة الفعالة، وبالتالي فكل من يعرف مقدار وزنه وثقله لابد أن يضعه في حسابه وهو يضبط إيقاع المعادلة السياسية لأزمة كهذه".
حزنت لقول ابنة خيرت الشاطر إن بشر ودراج لا يمثلانها بعد قبولهما مبادرة كاثرين آشتون
وأكد أن "أمريكا ترغب في انتهاء الأزمة في مصر، لأنها لا تريد للعلاقة مع مصر أن يكون مصيرها الفشل، ولا يريد أوباما مع قرب انتهاء فترة ولايته أن يُكتب في تاريخه أنه فشل في احتواء الأزمة المصرية، وحطم حلم التبعية المصرية للولايات المتحدة، التي كانت حريصة على توريثه لكل حاكم، وكان هذا هو ضمان استمراره في الحكم".
وبخصوص لقاءات كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، تمنى الشحات أن تنجح مساعي المصالحة، لافتا إلى أن الدعوة السلفية كانت أول من تبنى ذلك، وقدمت مبادرات للصلح أكثر من مرة، لكن "قد يكون للأحداث المؤسفة التي مرت بنا، والمشاهد الأليمة التي واجهناها، دور في إنهاء هذه الحلقة المفرغة من الصراع، وما نتمناه أن يلتقي الطرفان على كلمة سواء، تحفظ علينا ما تبقى من بلادنا، وتوفر علينا خسائر ربما تكون أشد مرارة مما سبق". وأوضح أنه سعد كثيرا بخبر قبول القياديين الإخوانيين محمد علي بشر وعمرو دراج، بنود مبادرة آشتون.
ودعا شباب تنظيم الإخوان إلى "النزول على رأي العقلاء من قياداتهم، التي تسعى لحقن الدماء وتأمين مستقبل دعوتهم، فقد ثبت لهم بالدليل القاطع أنه لا يصح إلا الصحيح، وأن طريقة الشعارات الرنانة والحناجر القوية لا يمكن أن يقوم على أساسها عمل بنائي صحيح وثابت، وأن العواطف عادة ما تورد صاحبها المهالك".


وأضاف: "حزنت أيضا لما تم تناقله عن ابنة المهندس خيرت الشاطر، وهي تعلق على قبول بشر ودراج المبادرة بأنهما لا يمثلانها، وإنما تعترف فقط بالمناضلين في الشوارع"، مؤكدا أن "هذه الطريقة العجيبة في التفكير أضاعت من بين يدي الإخوان فرصا ذهبية عديدة، كانت من الممكن أن تغير كثيرا مما نحن فيه الآن، لذا أنصحها هي وإخوانها وأخواتها بأن يكفوا عن ذلك، وأن يُحسنوا تقدير الأمور ومراعاة المصالح والمفاسد جيدا، لأن ما تمت خسارته في الأشهر القليلة الماضية ربما فاق مكاسب عشرات السنين من الدعوة والبذل والجهاد"، مطالبا بأن "نكتفي بهذا القدر من الخسائر وننشغل بأنفسنا وبإخواننا، فنعيد تأهليهم ودمجهم في مجتمعهم مرة أخرى كما كانوا من قبل".



المصدر الوطن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق