حديث "مرسي" عن تدهور مصر بعده يشبه حديث "مبارك" عن الفوضى.. ولكن الأخير كان واقعيا
على مدار شهرين كاملين، تحدث فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، في ثلاث جلسات مع وفود مصرية وأجنبية، انفردت "الوطن" بنشرها، والتي أظهرت العديد من التصرفات والإشارات والتصريحات، التي تحتاج إلى تحليل سواء للغة الجسد ولغة الخطاب.. وهنا أعطت الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس، في حديثها لـ"الوطن"، تحليلا كاملا لما ورد في انفراد "الوطن" على لسان الرئيس المعزول، من تصريحات جاءت في مجملها غير متزنة نفسيا وتعبر عن شخصية متوترة تعاني من تضخم في الذات طوال الوقت، ولا تدرك عواقب الأمور.
قالت الدكتورة منال زكريا، إن الصور أظهرت الرئيس المعزول في حالة توتر، وكذلك لغة جسده بتحريك أطرافه طوال الوقت، حيث يهز قدميه بانفعال شديد، وتتأرجح نظرات عينيه في أركان المكان.. ويخبط دائما بكف يده على ركبته، تدل على حالة التوتر الشديدة التي يعاني منها، ولجوئه لهذه الحركات بجسده يكون لتخفيف الشحنة الانفعلاية لديه، كما أنه من الممكن أن يكون قد لجأ إلى هذه التعبيرات بجسده وأطرافه وعينيه، في حالة وضعه في مواقف غير قادر على الخروج منها، كسؤاله بعض الأسئلة التي لا يمتلك إجابة لها.
"مرسي" يعاني من عدم الاتزان النفسي وحركات جسده لتخفيف الشحنة الانفعلاية الزائدة
وفيما يتعلق بسؤاله لأحد الضباط المكلفين بحراسته "أنتم ليه مش بتقولوا لي يا ريس؟"، وإنكاره أمام الجميع للواقع، قالت: "محمد مرسي شخصية لم تعتاد على كلمة رئيس فهذه كلمة جديدة عليه، وكان منصب رئاسة الجمهورية أكبر منه، وهذا ظهر في أكثر من حوار وخطاب بأنه دائما يردد بأنه الرئيس الشرعي والرئيس المنتخب، وكأنه يذكر نفسه بأنه الرئيس ويملي هذه الكلمات على نفسه دائما، لأنه غير معتاد عليها، وهذا يظهر أيضا أنه لم يكن مدربا سياسيا، ولا يعرف شيئا عن البروتوكول الرسمي ولا يمتلك كياسة دبلوماسية، ، فهو طوال الوقت يظهر ما بداخله، فكل ما يكمن بداخله يظهر للجميع، وهذا يعني أنه ليس في حالته الطبيعية "خارج الفورمة"، فالشخص الطبيعي يحاول بقدر الإمكان أن يخفي مشاعره ولا يظهر ما يدور داخل ذاته.
وحول اعترافه بنزول الملايين في 30 يونيو إلى الشوارع والميادين، ولكنهم انصرفوا في الواحدة صباحا، قالت أستاذ علم النفس: هذا الاعتراف من محمد مرسي بنزول الملايين في 30 يونيو، لا يتفق مع طبيعة "الإخوان" وسياساتهم وأفكارهم الرافضة الاعتراف بـ 30 يونيو، فما قاله "مرسي" لأنه لا يتسق مع فكر الجماعة المنكرة لـ"30 يونيو"، ولا فكر محمد مرسي نفسه، مشيرة إلى أن هناك تناقض في كلامه بين اعترافه بنزول الملايين في 30 يونيو، وإنكاره لتصريحاته السابقة وقت الحملة الانتخابية، والتي قال فيها "لو خرج ضدي 10 هستقيل".
أما عن حديثه عن خراب مصر واضطرابها ومعاناتها لسنوات قادمة، بعدما حدث معه، قالت: "مثل هذه الانطباعات التي يشعر بها (مرسي) عن نفسه، كأن البلد هتذهب للفوضى وستعيش في الفساد وتتراجع للخلف، تدل على أنه يعاني من تعظيم صورة الذات، فهو يرى نفسه أفضل من الآخرين، وهذا يفسر نفسيا بأن الأنا لديه متضخمة بشكل غير مرتبط بالواقع، وإنما مرتبطهة بمنظومة عقائدية بيدعمها الفكر الإخواني والجماعة، وهذه الصورة تملي عليه ردود أفعال مثل هذه، فهو شخصية غير ناضجة بصورة كافية، تعاني من الاضطراب نتيجة لتعرضها للحبس والقمع، فهو شخصية أكثر ما يمكن أن تنجزه مقعد في مجلس الشعب".
منال زكريا: "المعزول" يحاول أن يذكر نفسه دائما بأنه الرئيس
وحول ما إذا كانت هناك تشابه بين تلك الكلمات، وعبارة الرئيس الأسبق حسني مبارك الشهيرة قبل التنحي "إما أنا والفوضى"، قالت زكريا، الدلالة واحدة في الحالتين، إلا أن مقولة "مبارك" كانت مرتبطة بذات واقعية تعرف مصر جيدا، ومدركة لطبيعة المصريين، ولكن "مرسي" كان يجهل طبيعة الشعب المصري، فهو لم يكن موجود مع الشعب، بل كان موجودا داخل الجماعة التي لها خصال نفسية واجتماعية تختلف عن طبيعة الشعب المصري".
وتصف الخبيرة النفسية، حديث "مرسي" بأنه سيترافع عن نفسه في المحكمة، بأنه غير مدرك بأنه مقبل على أمر صعب، فليس قتل المتظاهرين أمام الاتحادية فقط، بل أنه متورط في عدة قضايا آخرى، وهذا يدل على أنه شخصية غير مدركة للعواقب وغير ناضجة انفعاليا، وغير مدركة لحجمها الفعلي وأبعادها النفسية، فلديه اعتقاد أن جماعته ستسانده يوم المحاكمة".
"مرسي" لا يستطيع أن يخفي انفعالاته الداخلية دائما يظهرها أمام الجميع
وحول ترحيبه بزيارات الوفود له وعدم رفضه، قالت منال زكريا: "العزلة أمر سيء للغاية لا يشعر بها إلا من يعاني منها، ومرسي يرحب بالحديث مع الجميع؛ لأنه في حاجة للكلام ليخرج من حالة العزلة، كما أنه في حاجة إلى رؤية أشخاص جدد، كما أنه يجد في هذا الأمر متنفس للدفاع عن نفسه".
المصدر الوطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق