الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

أحمد سعيد: الرئاسة لن تضيف للفريق السيسى وفتح الملف مبكرا ليس فى مصلحة الوطن..رئيس حزب المصريين الأحرار: الإخوان ليسوا على استعداد للمصالحة ولم يستوعبوا 30 يونيو.. وكل ما يهمهم عرقلة المسار الانتقالى

الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار والأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، يرى أن الإخوان ليسوا على استعداد للمصالحة، لأنهم لم يصدقوا أو يستوعبوا حتى الآن ما حدث من تغيير عقب 30 يونيو، وأن الاستباق فى الحديث عن اسم رئيس الجمهورية القادم ليس فى مصلحة الوطن، ويؤكد أنه لا يوجد ما يسمى بحاكم عسكرى وآخر مدنى، فمن سيختاره الشعب فسيصبح رئيسا لمصر، كما رفض إطلاق مصطلح فلول على البعض، لأنه يرى أن الجميع كان منتميا بشكل أو بآخر لهذه الفترة من تاريخ مصر، مضيفا فى حواره لـ«اليوم السابع» مطالبته لأعضاء لجنة الخمسين بتجنب أى خلاف لإعداد دستور يليق بمصر بعد ثورتين.
لماذا تطالب جبهة الإنقاذ بإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية رغم أن خارطة الطريق أقرت عكس ذلك؟- المطالبة بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية وراءه سببان، الأول عدم وجود تخوف من إجرائها كما كان، لأن الدستور سيكون موجودا بالفعل بعد انتهاء عمل لجنة الخمسين على عكس ما مضى، والسبب الثانى أن مصر فى حاجة لأن تقول للعالم كله إنها أنهت الفترة الانتقالية، وذلك يجعل هناك ضرورة لوجود رئيس منتخب للبلاد، بالإضافة إلى أن الجبهة ترى أن الانتخابات الرئاسية أسهل وأقل تعقيدا من البرلمانية، لأنها ليست فى حاجة لنظام انتخابى أو تقسيم دوائر، بل تتم مباشرة.
لماذا التخوف الآن من تعديل خارطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية أولا؟- التخوف من الادعاءات التى سيخرج بها البعض حال تعديل خارطة الطريق وتقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، لأن هناك من سيتعامل مع الأمر بنظرية المؤامرة، والأمر معقد بالنسبة للبعض، فلا مانع من تنفيذ خارطة الطريق كما هى، لكن الهدف كما قلنا هو تقليل الفترة الانتقالية والعمل بشكل إيجابى.
وماذا عن مطالبة «الإنقاذ» بتطبيق نظام «مختلط» يجمع بين نظامى الفردى والقائمة فى الانتخابات البرلمانية؟- أتمنى أن يكون النظام الانتخابى فى انتخابات البرلمان القادم بمثابة نص انتقالى، أى أن تكون من الانتخابات البرلمانية فى مصر إما بالفردى أو القائمة أو المختلط، ويصدر عن رئيس الجمهورية مشروع قانون بهذا، لأنى بشكل شخصى أسعى بقدر المستطاع لتجنب أى نوع من الخلاف أو الاحتكاك بين القوى السياسية، بالطبع نعلم أن هناك من يريد الانتخابات بالفردى، وآخرين يريدونها بنظام القائمة، لكنى لا أريد أن تكون المواد الخلافية داخل الدستور لأنه المفترض أن تصدر من المشرع بقانون.
إذا طُبق نظام انتخابى غير ما تنادون به هل ستعيدون دراسة قرار المشاركة فى الانتخابات مرة أخرى؟- كرئيس حزب المصريين الأحرار أؤكد أننا سنخوض الانتخابات أيا كان النظام الانتخابى الذى سيتم تطبيقه، فالجميع يعلم أن البلد من أجل أن يقوم ويقف على رجله ويسير فى الطريق الصحيح يلزمه أحزاب قوية، والنظام الفردى أحد عيوبه أنه سيهدئ من المستوى الذى بدأت الأحزاب تتحرك فيه بعد ثورتى يناير ويونيو، فعلى سبيل المثال الانتخابات فى إنجلترا تتم بالنظام الفردى لكن ذلك فى ظل وجود أحزاب قوية، لذا فإن تطبيق النظام الفردى معناه أن الحزب سيخوضها بالتحالف الذى سيضمن من خلاله الحصول على أكبر عدد من المقاعد.
هناك أحاديث تدور حول عودة من يسمون بـ«الفلول» إذا أجريت الانتخابات بالفردى وتحالفت أحزاب وقوى سياسية معهم؟- فى البداية أنا أرفض كلمة فلول أو حتى المنتمين لنظام مبارك ويمكن القول إننا كلنا كنا منتمين لنظام مبارك بطريقة أو بأخرى، والمبدأ هنا أن أى شخص لم يفسد الحياة السياسية أو أجرم فى شىء من حقه المشاركة، لا نريد أن نكرر نفس الخطأ عندما تم إقرار قانون العزل، وأذكر وقتها أنى كنت فى مجلس الشعب «قاعد بصرخ» لعدم إقراره، رغم أنى متفق أن هناك أشخاصا معينين يجب استبعادهم من الحياة السياسية، لكن إذا كان هناك أحد له شعبية فى دائرته ولم يجرم فهنا يكون الاختيار للشعب من أبناء دائرته: «مفيش حاجة اسمها فلول لكن هناك مصرى لو الناس شايفاه كويس هينتخبوه، واللى هيدخل البرلمان العين عليه هتبقى قد كده».
لكن الحالة الاقتصادية للمواطن ستلعب دورها فى الانتخابات القادمة؟- نعلم جميعا أن العضو الذى سيتواجد فى البرلمان القادم لو ارتكب أى خطأ فسيقال إنه يستغل نفوذه، ومن يتحدث بأن النظام القديم راجع أقول له إن هذا غير حقيقى لأن من يعيد النظام القديم هو الشعب، والشعب تغير وتفتح وبدأ يتفتح اقتصاديا، لذا «لازم الحكومة تفوق» لأن المواطن سيطالب بحقوقه بعد أن كسر حاجز الخوف، والمواطن البسيط هو من يدفع الضرائب وسيأتى الوقت الذى سيطالب بمعرفة الخدمات المقدمة له نظير هذه الضرائب.
وماذا عن التنسيق الانتخابى مع الحركات الشبابية كـ«تمرد»؟- نحن فتحنا الباب للحديث مع من يرغب فى التنسيق، لكن الفكرة التى يجدر الإشارة إليها أن هناك أخبارا مبالغا فيها بعض الشىء يرددها البعض هنا وهناك فى وسائل الإعلام، ونعود لنؤكد أنه فى ظل عدم وجود نظام انتخابى واضح صعب تحديد ملامح أى تحالف، لكنه أمر جيد أن يجلس الجميع على «الترابيزة» للحديث والتفاوض، وإذا أجريت الانتخابات بنظام القائمة فسيكون لابد من التنسيق وقتها بتحالف أحزاب جبهة الإنقاذ، وكنت أتمنى أن تكون الخطة الأساسية والرئيسية أن الجبهة تخوض الانتخابات بقائمة واحدة لكن الأوضاع تغيرت، فيمكننا أن نقول إن هناك أحزابا بعينها تعمل على التنسيق والتحالف لوجود نوع من التقارب الأيديولوجى بينها، لذا فإن الأمر ليس محسوما حتى الآن.
ماذا عن علاقتك بالدكتور محمد البرادعى وتقييمك لأدائه السياسى؟- الدكتور محمد البرادعى اشتغلت معه طوال السنة الماضية، وبعد 3 يوليو تحدثنا مرتين فقط، الأولى عندما عُرض على منصب الأمين العام لجبهة الإنقاذ وأخبرنى أنه مؤيد للفكرة ونصحنى بالقبول، لأنى وقتها كنت مترددا، والمرة الثانية اتصلت به لأهنئه بالعيد، ويمكن القول إنى لم أعرف فلسفته السياسية فى التعامل مع الإخوان، أو ما هى أسباب استقالته من منصب مستشار الرئيس، و«الإنقاذ» أصدرت بيانا رسميا، تعقيبا على استقالته قلنا فيه إن الجبهة تلقت بالأسف الشديد هذا الخبر وأكدت أنه لم يتشاور مع أحد منها فى الأمر.
وما رأيك فى استقالته من مؤسسة الرئاسة؟- رأيى الشخصى أن الدكتور البرادعى رجل محترم، وقد استمتعت بالتعامل معه، وهو وطنى يحب مصر، لكنى اندهشت بشدة لقرار استقالته، وذلك يرجع لسببين، الأول أن التوقيت كان قاتلا، وكنت أتمنى أن يستقيل قبلها بكام يوم إذا كان يعلم بموعد فض اعتصامى أنصار الإخوان فى رابعة والنهضة، ولأنه لم يجر أحاديث عقب قراره وقد يقول إنه لم يكن يعلم بمواعيد الفض، لكنى أؤكد أننى إذا وُضعت فى مكانه وقتها لم أكن لأتخذ نفس القرار.
وما تقييمك لأداء المؤسسة العسكرية خلال الفترة الماضية؟- أداء القوات المسلحة فى سيناء وبناء على معلوماتى هناك ناجح فى التعامل مع المجموعات الإرهابية، وما يتم إنجازه فى سيناء نحن موفقون فيه بشكل كبير، ولأن القوات المسلحة مسؤولة مع الشرطة فى استعادة الأمن، فأستطيع أن أدعى أنه لأول مرة فى تاريخ مصر ينفذ حظر التجوال، بعد أن كانت النكتة السائدة فى الماضى أن «المصريين بيعملوا حظر التجوال وينزلوا يتفرجوا عليه»، وجميعنا رأى الأهالى لا يعترضون أو يحتكون بعمل الجيش والشرطة لحفظ الأمن.
ما تقييمك لأداء حكومة الدكتور حازم الببلاوى؟- لكى نستطيع أن نحاسب الحكومة أو نقيم أداءها يجب أن نحدد مهامها قبل إصدار الأحكام عليها، وأتذكر أن الحكومة عندما كلفت بمهمتها قالت إنها حكومة تأسيسية وليست حكومة انتقالية، لذا فنحن لسنا فى حاجة لأن يخرج علينا أحد ويخبرنا بأرقام لأننا نعلم جميعا أن الحالة الاقتصادية سيئة منذ عام 2011، ويمكننى القول بأنها كانت «مستورة»، ويجب التأكيد أنه لا توجد دولة تمر بما مر بمصر خلال الثلاث السنوات الأخيرة وهذا ما يجعل التأكيد على أن أى رئيس وزراء يتولى المهمة لم يضحك عليه أحد وأخبره بمعلومات وردية عن حقيقة الأوضاع، وهذا ما يعلمه الدكتور حازم الببلاوى، وبالتالى يجب أن نجد منشطات سريعة لإنعاش الاقتصاد، ويجب أن نجد للشباب هدفا قوميا، لأنه الأمر الوحيد الذى سيوحد مصر مرة أخرى، بعد أن قام محمد مرسى بتقسيمها إلى إخوان وغير ذلك، يجب أن توجد الحكومة هدفا قوميا يجمع المصريين مثلما فعل عبدالناصر عند بناء السد، رغم تحفظاتى على حكم ناصر فى أمور أخرى.
بماذا تطالب الحكومة الحالية فى الفترة القادمة؟- يجب أن تُحدد المشاكل التى ستتم مواجهتها والمدة اللازمة لتنفيذ ذلك بشفافية، لكن فى هذه المرحلة ورغم أن المصريين لديهم الاستعداد ومجهزون للعمل فلا يوجد مشروع قومى، لذا فأنا أقول إنه يجب عدم الانتظار حتى يزهق المواطن ويمل ويهرب من الاستجابة لك، وأؤكد أن المواطن لا يهمه ما يحدث فى لجنة الخمسين مع كامل الاحترام لعملها، لكنه يبحث عن مستوى معيشى يليق به ويلبى احتياجاته.
المواطن البسيط يتساءل عما أنجزته ثورتا يناير ويونيو بماذا ترد عليه؟- أقول له يجب ألا نجلد ذاتنا ونقسو على أنفسنا لأن الحقيقة تكمن فى أن الشعب المصرى تغير، وأنا أراهن عليه ومن يظن أن العجلة ستعود للوراء مخطئ لأن هذا مستحيل حدوثه.
لماذا لا تتوافق القوى السياسية المختلفة حول هدف واحد وهو بناء مصر؟- يلزم لبناء مصر الجديدة أن يتكاتف الجميع، سواء مدنيين وعسكريين، حتى أنصار الإسلام السياسى إن لم يفهموا أن القضية ما هى إلا قضية قوانين، مش أنك تبيع الدين فى أزايز، لن يستطيعوا المشاركة فى الحياة السياسية مرة أخرى بعد أن فشلت تجربتهم بسبب عدم قدرتهم على فهم طبيعة الشعب المصرى، الثورة كسرت حاجز الخوف، وهى عملية معنوية جبارة لا تقدر بمال، واليوم يمكن لأى مواطن أن يقف فى الشارع ويعلن اعتراضه على ما يحدث إذا أراد، على عكس الماضى عندما كنا نخفض أصواتنا عند ذكر اسم رئيس الجمهورية بانتقاد لسياساته.
ماذا تقول عن ترشيح قوى سياسية للفريق أول عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟- قلت سابقا إن رئاسة الجمهورية لن تضيف شيئا للفريق عبدالفتاح السيسى، وأنا أرفض مناقشة ملف الانتخابات الرئاسية قبل أوانه، وأؤكد أنه لا يوجد ما نسميه بحاكم عسكرى وآخر مدنى طالما أن الشعب هو الذى اختاره، وعلى كل مرشح إعلان برنامجه وترك الاختيار للشعب، ولا أريد الحديث فى أمر ترشح الفريق السيسى من عدمه، ويجب ألا نستبق الأمور فإذا رأى الفريق السيسى أنه يرغب فى خوض الانتخابات واختاره الشعب يستحق وقتها أن يكون رئيس مصر، لكن يجب أن نرجئ مناقشة الأمر لأن الاستباق ليس فى مصلحة الوطن.
هل سيكون لـ«الإنقاذ» مرشح تدفع به فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟- لم يحدث فى تاريخ جبهة الإنقاذ أنها ناقشت ملف الانتخابات الرئاسية، وكانت مجرد محاولات فاشلة فى بعض الاجتماعات لأن فتح الملف سيكون سابقا لأوانه، وأنا شخصيا حاولت محاولة فاشلة لفتح الملف وقيل لى مش وقته، ومن الظلم أن نقول إن حمدين صباحى أو أحمد سعيد أو غيرهما يرغب فى الترشح.




المصدر اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق