محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى
محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى
فى الوقت الذى أكدت فيه كبرى وسائل الإعلام الامريكية أن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى فى قضية قتل متظاهرى الاتحادية، والتى يحاكم فيها 14 آخرون من قيادات الجماعة المحظورة، خطوة نحو الإجراءات القانونية الواجبة، واصلت بعض الوسائل الأخرى هجومها على ثورة 30 يونيو.
وفى البداية، أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن محاكمة مرسى ينظر إليها باعتبارها اختباراً لتراجع قدرة جماعة الإخوان المسلمين على الحشد، وكذلك اختبار لمدى التزام الحكومة الانتقالية بالتقدم نحو الديمقراطية.
وهو ما اتفقت معه وكالة الأسوشيتدبرس التى أشارت للأمر باعتباره خطوة نحو الإجراءات القانونية الواجبة، وقال إتش إيه هيللر، الزميل المشارك فى المعهد الملكى للخدمات المتحدة فى لندن، أن المحاكمة بالنسبة للدولة المصرية، تمثل فرصة لإظهار أن مؤسساتها تسيطر على مقاليد الأمور وأن حكم الإخوان يعد أمراً فى أدراج التاريخ.
ولفتت الوكالة إلى أن المحاكمة لا علاقة لها بالأحداث الخاصة بثورة 30 يونيو.. ونقلت عن راجية عمران، المحامية الموكلة عن عائلات اثنين من ضحايا الاتحادية الذين لقوا حتفهم على يد أعضاء الجماعة: "هذه القضية كانت نقطة التحول نحو بداية سقوط مرسى".
وأوضحت أن القضية التى يجرى محاكمة مرسى فيها و14 آخرون من قيادات جماعة الإخوان، تتعلق بالبلاغات المقدمة ضدهم من قبل نشطاء حقوق الإنسان بشأن قيامهم بالتحريض والتورط فى قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية ديسمبر 2012، عندما اندلعت الاحتجاجات ضد الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى والذى تجاوز بموجبه السلطة القضائية ومنح نفسه سلطات استبدادية.
وعلى النقيض، ذهبت شبكة بلومبرج إلى اعتبار محاكمة "المعزول" استمرار لملاحقة الجماعة، على الرغم من خرج ملايين المصريين بشكل غير مسبوق، للمطالبة برحيل مرسى وجماعته من السلطة، بعد ممارساتهم الاستبدادية واستخدامهم العنف لقمع معارضيهم، علاوة على فشلهم الاقتصادى.
وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية، إنه مهما كانت الدوافع الجنائية لمحاكمة مرسى وقيادات الجماعة، والتى تتعدد بين التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية ديسمبر الماضى أو التخابر مع جهات أجنبية، فإن الغرض من المحاكمة واضح، زاعمة أنه يهدف إلى إضفاء شرعية على ثورة 30 يونيو، مضيفة أنه لا ينبغى على الولايات المتحدة أن تدعم عملية محاكمة مرسى، حتى ولو ضمنيا.
وانتقدت الشبكة الإخبارية زيارة وزير الخارجية جون كيرى هذا الأسبوع للقاهرة، مشيرة إلى أن طمأنته للحكومة المصرية المؤقتة بأن التعليق الجزئى للمساعدات الأمريكية السنوية هو مسألة تتعلق بقانون الولايات المتحدة وليست عقاباً، أمر مضلل.
وواصلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية دعم الإخوان، والتحريض ضد مصر، قائلة إنه بغض النظر عن صحة الاتهامات الموجهة ضد مرسى، هناك شك أن القضية تمثل جزءا من محاولة لـ"سحق الإخوان المسلمين"، مضيفة أنه بينما استشهدت الحكومة الانتقالية بالمحاكمة كدليل على التزامها بسيادة القانون، فإن المحاكمة تهدد بإحراج القيادة الحالية – على حد زعم الصحيفة.
وبدت تغطية بعض وسائل الإعلام الأمريكية المتحيزة فى التسليط على جانب واحد وهو أنصار الجماعة المحظورة، وحتى حينما طرحت مجلة "ذا ويك" سؤالا بشأن شرعية محاكمة مرسى، انصب ردها على وجهة نظر أعضاء الجماعة، قائلة إنه بالنسبة لأولئك الإسلاميين فإن الأمر ليس كذلك وأشارت إلى مزاعم الإخوان بأن الحكومة الانتقالية هى التى "لفقت" هذه الاتهامات لمرسى وقيادات الجماعة.. ونقلت المجلة تصريحات وائل هدارة، كبير مستشارى مرسى، لهيئة الإذاعة البريطانية، واصفا محاكمة الرئيس السابق بأنها هزلية.
المصدر اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق